jeudi 30 juin 2011

قناة 'حنبعل' تقود الثورة المضادة بتونس وتميم البرغوثي يعثر على السكين!


بقلم : لــينا أبو بكر

مقال بتاريخ 29 جوان 2011

في كل ثورات العالم، تنتقل الثورة بالبلد من مرحلة إلى أخرى، بحيث تطوى صفحة مضت تأهبا لدخول مرحلة جديدة، وهذا ما لم يحدث بعد ثورتي تونس ومصر، فعلى الصعيد الإعلامي في تونس مثلا، ترى القنوات الإعلامية الرسمية منها والخاصة مملوكة لنسل المخلوع بن علي، كقناة حنبعل على وجه الخصوص التي تم إيقاف مالكها 'العربي نصرة وابنه' أصهار ليلى الطرابلسي، بتهمة الخيانة العظمى، وإحباط ثورة الشباب التونسي، كما أذيع الخبر على التلفزة الوطنية التونسية في حينه، ثم وبعد أن أفرج عنه طلع على قناته 'حنبعل' يردح للثورة ونظم القضاء التي تفوق إجحافا لما كان سائدا في عهد بن علي .. إنه يقر ويعترف إذن بمستوى الحكم الرديء والمجحف الذي شكل هو أحد وجوهه وقد اعتمد على المحطة ـ ولم يزل - من أجل ترويج البرامج المسفة والبذاءة التي لا تليق بالذائقة التونسية.. لكن بعد الإفراج عنه أصبح بطلا، وقد صرح بما يجب ألا يستهان به، فرجال الأمن بعد تبرئته 'قالوا له': انه الرجل الأول والقائد... يا للهول...هزلت!

قناته لم تزل تقوم بدورها على خير وجه بعد نجاته من حبل المشنقة : 'شق الصف التونسي، الإحباط، الدسيسة، بث السموم الإعلامية، عقد حلقات حوار مشبوهة، يعني باختصار ثورة مضادة 'أضف إلى هذا كله' الإصرار على الانتقام من التونسيين الثائرين وكل من ناصر ثورتهم في الوطن العربي والدليل: قالوله!

لم يغادر الشاعر تميم البرغوثي تونس هكذا، إنما جاءت مغادرته بعد أن رأى بأم عينيه بطانة بن علي وسدنته تشن حملة قذرة على الثورة وتحبط كل من يناصرها، بعد الحوار الذي أجرته معه 'حنبعل' وقد تخلى مذيع البرنامج عن دوره في طرح الأسئلة وإدارة الحوار ليسلم 'المايك' للطفي العماري أحد أذيال النظام السابق الذي طالما استبسل في الدفاع عن بضاعته الإعلامية الرخيصة التي لم تنجح في تخدير الوعي التونسي، يأتي هذا اليوم لينصب فخاخا وكمائن على طريقة عمرو أديب مع شاعر الثورة عبد الرحمن يوسف، مع اختلاف جوهري هو أن تميم البرغوثي كان أكثر تمكنا من قلب الكمين على صاحبه فقد أوقع 'الذيل' في الحفرة التي حفرها له، إذ بدا محاججا قويا ومنطقيا وهادئا ولم يكن مغرورا ولا متعجرفا، استوعب جيدا أنه على مرمى سؤال أو أكثر من المصيدة، لم يتراجع عن مناصرة نصر الله واعتباره أميرا للمؤمنين كأهم قائد سياسي ووطني في المنطقة، أمام محاولة 'لعماري' إيغار صدر الثوار على تميم الذي نجح في صياغة معادلة لا لبس فيها، هي أن القمع في سورية لا يُبَرّر والمقاومة لا تُدان ' ولما اعترض 'الذيل' على ما اعتبره البرغوثي سياسة خارجية نظيفة للنظام السوري بادله الشاعر اعتراضا باعتراضه على استغلال حقوق الإنسان للتهجم على المقاومة' فرد ذاك مستهزئا: 'شو تكون المقاومة'؟ طبعا واحد مثل لطفي لعماري لا تهمه المقاومة، إنما تهمه المقاومة المضادة يا إخوان!

(من يستغل الوضع في سورية لمهاجمة المقاومة يلبس الحق بالباطل، لابد أن يدان القمع ولا يبرر بالمقاومة ولابد أن تحمى المقاومة ولا تدان بذريعة القمع) هذا حرفيا ما قاله تميم واختلف مع موقف المقاومة من الوضع في سورية، من دون أن يلومها عليه لأن لومها يعني أن عليها مواجهة اسرائيل بالعصي وأوراق الشجر مما يعد إضرارا استراتيجيا بها ـ حسب تميم ـ طبعا لطفي لعماري لعب على الوتر جيدا بما ان البرغوثي فلسطيني، ألم أقل لكم إنه إعلام الفتن والدسائس، فقد اعتبر ان هذه إجابة مثقفاتية فيها دبلوماسية فلا يمكن تحرير شعب على حساب شعب آخر - شوفوا الشبيح ـ كان يدافع عن العري قبل الثورة والآن يدافع عن حقوق الشعب السوري بمواجهة المقاومة وليس بمواجهة النظام القمعي، فلكم اعتاد هؤلاء الرقص على جراح الشعوب في سبيل الطغاة، كيف أتى عليهم زمن تصبح لهم فيه ثورات الشعوب مطية؟

أما بالنسبة لما ساقه الراكب عن وضع النظام المصري مع القضية الفلسطينية فالبرغوثي كان ذكيا جدا لما اعتبر أن النظام المصري السابق كان عميلا لاسرائيل وارتكب الخيانة العظمى، وهذه ليست حال النظام السوري مع تأكيده ان مشكلته الداخلية كبيرة جدا، وأكد تميم أن كل رصاصة في صدر متظاهر هي رصاصة في ظهر مقاوم، الحرية في سورية هي تعزيز للمقاومة وليست إدانة...

سقط القناع

مستهزئا تساءل لعماري عن وقوف أمريكا مع الأسد، لكن البرغوثي أفحمه لما قال: 'أشك انهم واقفون معه او ضده هم مع الحرب الاهلية المطولة ولا أتمنى أن يتكرر السيناريو الليبي في سورية).

الآن يسقط القناع الذي هو الخنجر في يد راكبي الثورات العربية، وقد وضع تميم ثالوثا، الخط الاحمر الأول فيه هو الطائفية والثاني التدخل الغربي والثالث حرية الشعب السوري، ورفض اعتبار لعماري لحرية السوريين في المقام الثالث لانها تأتي ضمن أولويات كل خط من تلك الخطوط الثلاثة، رأى الراكب أن المعادلة التي يضعها البرغوثي مستحيلة، رغم منطقيتها فالطائفية تسلب الشعب حريته وكرامته وكذلك التدخل الغربي، تماما كما الاستعمار الداخلي، وهنا تدخل المذيع لما رأى أن القناع 'خنجر الدسيسة' سقط في مصيدته ذاتها التي ينصبها بعض وأقول بعض- المعارضين السوريين الذين يثيرون عنصرية ضد كل فلسطيني يؤمن بحق مواجهة اسرائيل - وهي إثارات مشبوهة يا جماعة - مما يدخلنا في حرب إقليمية، خاصة ان تركيا وإيران تدخلان على خط مواجهة ساخن، يلعب فيه ركاب الثورات العابا نارية على طريقة الإخوان المسلمين فإن لم تكن معهم فانت كافر، وتلك هي أساليب الطغاة ذاتها، فهم أبناء طغاتهم وبئس الأبناء لا الطغاة مادام العرق دساسا! ووالله لولا أنني أكتب بكامل ذكورتي عن تميم البرغوثي لكنت وقعت في محظور ما تثيره الأنوثة من الانجذاب إلى صمود ظهره الفلسطيني أمام رشقات الغدر... ولن أزيد!

المصدر صحيفة القدس العربي


1 commentaires:

Hi, Really great effort. Everyone must read this article. Thanks for sharing.

Enregistrer un commentaire

    >

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites